ابني يخاف من المدرسة

الخوف ظاهره طبيعية عند الإنسان ويعتبر الخط الأساسي للحياة لأنها تؤمّن بقائه وتدفع المخاطر بعيداً عنه ولكن إذا ما تحول الخوف إلى سلوك غير اعتيادي فهذا مؤشر لوجود مشكلة أو اضطراب نفسي . مع العلم إن مخاوف الأطفال تتميز بعدم الثبات والتغيّر مع التقدّم في العمر.  وبالتالي نعتبر هذا الخوف سلوك عرضي وليس مرض مستمر وسينتهي بمجرد اتباع بعض التعليمات البسيطة والتي سنذكرها في موقعنا . وهناك أسباب كثيرة لهذه المخاوف وسنحاول أن نستعرض اغلب الأسباب لنحاول أن نتجنب ما نستطيع منها وبالتالي تخفيف حده الخوف لنصل إلى الوضع الطبيعي

من الأسباب التي تجعل الطفل خائف كالتالي :

طبيعة التنشئة الأسرية

  1. توتر العلاقة بين الوالدين.
    يعتبر الطفل أن والديه هما مركز الأمان فإذا وجد أن هناك خلافات بينهم مستمرة والنقاشات بينهم حاده إلى درجه رفع الصوت أو الضرب فان الطفل يستشعر تلك الخلافات وبالتالي تهتز ثقته بنفسه ويزداد خوفه من كل شيء وأول ما يخاف منه المدرسة
  2. الإفراط في الرعاية للطفل من قبل أحد الوالدين أو كليهما
    إن الإفراط في العناية وتلبية حاجات الطفل عن طريق والديه أو احدهم يعتبر سلوكا غير جيد وسيكون بالنسبة للطفل في المستقبل القريب أمرا متعبا وخاصة انه سيذهب لوحده إلى المدرسة ويواجه المجتمع الخارجي ولذلك فانه سيشعر بانه سينفصل عن مركز الأمان الذي يقوم بتلبية احتياجاته بدون تعب ولذلك من الواجب مشاركة الطفل في تأمين احتياجاته بالإضافة إلى تكليفه ببعض الأعمال وجعله يتعود أن يقابل الناس ويتحدث معهم ويخالطهم ليكتسب الثقة بنفسه .
  3. الخوف من بداية الدراسة
    وهنا يجهل الطفل ماذا سيواجه عندما يذهب إلى المدرسة ويعتقد أن كل سنه تختلف عن غيرها لأنه يضع احتمالات قد لا تكون جيده وبالتالي يخاف من المواجه. ولذلك يجب تهيئة الطفل قبل الذهاب إلى المدرسة والرد على جميع استفساراته مهما كانت ولا يمنع أن يأخذه إلى المدرسة (مثل ما سنذكره أدناه) ويجيب على ما يريد طفله وأيضا قد يكون الخوف ناشئ من بعض أصدقائه في المدرسة والذين يسخرون منه أو يضربونه.
  4. النقد والتوبيخ والمقارنة
    وهذه من أصعب المشاكل التي يواجهها الأطفال في جميع المراحل . فبعض الآباء يعتقد أن النقد يفيد الطفل وهو لا يعلم بان الطفل يشعر بالعجز أمام الانتقاد فلا يستطيع أن يفعل أي شيء بشكل صحيح وكذلك التوبيخ والذي يتبعه الصراخ وهو ابشع ما قد يفعله الوالدين في الطفل حيث يعتبر الصراخ من أسوأ أنواع العقاب للطفل حيث أن آثار الصراخ تبقى لعدة سنوات في العقل اللاواعي للطفل وأيضا المقارنة التي تجعله يكره المدرسة والطلبة الذين تم المقارنة معهم ثم كرهه أيضا لمن قام بالمقارنة كان احد والديه او جميعهم
  5. تقليد الخوف
    تقليد الخوف ينتج عن أن هناك من يخاف من المدرسة من إخوانه أو أقاربة فينقل تلك المخاوف إلى الطفل فيتبناها ويصدقها ثم تتحرك سلوكه في هذا الاتجاه فيبكي ويصرخ ويرفض الذهاب إلى المدرسة . ولذلك يجب على الوالدين معرفة من يصادق ابنهم ومن يخالط ليستطيع حصر مخاوفه ثم حلها جميعا .
  6. العناد والغضب
    قد يكون الطفل غضبان من أمر حصل مع الوالدين ويريد أن ينتقم وبذلك يقوم بالرفض من الذهاب إلى المدرسة و يبدأ في ذكر أسباب غير حقيقة واهية ولذلك يجب تمرير الأيام الأولي بشكل سلس ومريح بالنسبة للطفل وللوالدين حتى يتعود على المدرسة وينتظم فيها .

واليكم كيف نقلل من ذلك الخوف بالطرق التالية :-

  1. تحدث مع الطفل بكل هدوء عن ما يخيفه ثم أبعد التوتر عنه بحل كل مشكلة مستقله عن الأخرى
    يجب الجلوس مع الطفل بكل هدوء والسماع منه لماذا يخاف من الذهاب إلى المدرسة وهل هناك أسباب مثل خوفه من المدرسين أو هل هناك مشاكل مع الطلبة أو قد يكون خوفه من المجهول بمعني لا يعلم ماذا سيواجه في السنه الجديدة . و أيضا حاول أن تري ما يراه وليس ما تعتقده أيها الأب ثم ابدأ بتحليل المشاكل التي لديه مهما كثرت واعطه حل لكل مشكلة على حده ليثق في كلامك ولا تحاول أن تقاطع كلامه دعه ينهي ما لديه من مشاكل حتى وان كثرت وتفرقت واختلفت .
  2. حفز الطفل ببعض القصص التي يحب سماعها ثم بين الأهداف من هذه القصة
    عندما يشتكي الطفل من الخوف فأنه يشعر بالانهزام ولذلك من افضل الطرق التي تقلل مخاوفه وتبقى له سند في داخله القصص التي يكون لها هدف واضح ويمكن شرحها بسهولة ويفهم الطفل المعاني التي قيلت له . في هذه المرحلة يقبل العقل اللاوعي تلك القصص ويكبرها لتصبح بالنسبة له المرجع القوي الذي يدفعه إلى الأمام وإذا كانت عن الأب فسيكون وقعها افضل (بشرط أن تكون القصص واقعيه عن الأب وليست نسج الخيال)
  3. كن داعما للطفل واجعله يشعر بعطفك عليه
    يحتاج الطفل دائما إلى فهم أمور كثيرة تحدث حوليه وذلك لقلة خبرته و على الآباء أن يشعرون أبنائهم بتعاطفهم ودعمهم لكل مشكله يواجهونها حتي يتعلم كيف يتصرف ويثق بنفسه وسترى انه يتخطى جميع المشاكل التي قد مرت عليه سابقا ويسأل مباشرة عن الأشياء والأمور التي تعتبر بالنسبة له جديدة
  4. اذهب معه إلى المدرسة وتعرف على المدرسين والعاملين فيها
    في أول أيام الدراسة اذهب مع ابنك إلى المدرسة وتعرف على المدير والمدرسين وعرفهم على ابنك وانت مبتسم واجعله يعرف انك فرح ومبتهج بهذه الزيارة ويجب أيضا مدح طفلك أمامهم وضمه ثم محاولة جعله يكلم المدرسين والطلبة اللذين في فصله ومستواه وإذا استطعت أن تأخذ جوله في المدرسة مع الطفل وتتعرف انت أولا وهو ثانيا على أنحاء المدرسة (الفصول /المقصف/الحمامات/مكتب المشرف والمدرسين/الملعب …الخ) فذلك سيكون افضل
  5. عند عودة الطفل من المدرسة دعه يحكي لك ما حدث واسمعه باهتمام
    عندما يعود الطفل من المدرسة فانه سيكون محملا بكثير من الصور والكلمات والقصص التي رأها أو سمعها ولذلك من الأفضل الانصات له بشكل كامل بمعنى انظر إلى عينية وتفاعل مع كلماته فستجد انه سيقول لك ما حصل معه طوال اليوم وستسمع شيء جيد فيجب مدحه والتفاعل معه ثم ستسمع شيء قد لا يسرك أو لا يعجبك فلا ترد عليه حتي ينتهي من حديثه ثم ابدأ بتصحيح الأخطاء بتعريفه بالتصرف الصحيح الذي يجب ان يتخذه
  6. ساعد طفلك على حل واجباته المدرسية
    يأتي طفلك وهو محمل بالواجبات التي تم تسليمه إياها فيجب عليك وضع جدول للنوم والاستيقاظ والمذاكرة واللعب وهذا الجدول يهيئ الطفل لكل تلك الأعمال بشرط أن تكون باتفاق معه . وعندما يأتي بالواجبات يجب مساعدته وفك بعض الرموز له ليكمل هو بالتالي الواجب الذي كلف به ولأفضل أن لا تحل الواجبات بل علمه كيف يحل تلك الواجبات لكي لا يعتمد عليك دائما وأنما يبحث عن الحلول ويحل ما هو جديد ويبدع في الحل.

لتحميل الشريحة بجودة عالية (pdf) :أبني يخاف المدرسة

عبدالله العطاس

عبدالله العطاس

عبدالله بن محسن بن سالم العطاس (آل سالم بن عمر - آل هبهب)