أعلام الاسرة: الحبيب علي بن محمد بن طالب العطاس

فقد الكبار..

إنا لله وإنا إليه راجعون
إنتقل إلى رحمة الله شيخنا المعمر فقيه حضرموت وبقية الأسلاف فيها الحبيب الزاهد الورع علي بن محمد العطاس عن عمر ناهز المائة عام.

ولد رحمه الله عام ١٣٣٣ للهجرة ببلدة حُريضة الفيحاء وافتتح تلقيه العلم على أبيه العلّامة محمد بن سالم العطاس حيث حفظ عليه أمهات المتون في اللغة والفقه والعقيدة كالسفينة والزبد والرحبية والملحة والألفية والجوهرة، وحفظ القرآن على معلم البلدة الشيخ سعيد بن فرج بن سباح وقرأ في الحديث على العلّامة الحبيب حسين بن علي بن هود العطاس وعلى العلامة الحبيب عبدالله بن محمد بن عقيل العطاس في كتب الفقه والحديث

ثم ارتحل إلى مدينة العلماء تريم الغَنّاء وعكف على طلب العلم في رباطها الشهير فنهل من علوم شيخ الإسلام الحبيب عبد الله بن عمر الشاطري وحقق عليه منهاج الإمام النووي بمراجعة تحفة ابن حجر وفتح المعين وتقرير المباحث في الفرائض وزيتونة الألقاح في أحكام النكاح وغيرها من كتب الفقه كما حقق عليه شروح الألفية وشذور الذهب في النحو وحفظ هذه المتون، كما حضر المنهاج على العلّامة العارف بالله الحبيب علوي بن شهاب الدين وعلى مفتي تريم الشيخ أبي بكر الخطيب وأخذ عن الحبيب العارف بالله عبد الباري بن شيخ العيدروس والحبيب المسند سالم بن حفيظ والشيخ محمد بن عوض بافضل والعلّامة الفقيه الحبيب أحمد بن عمر الشاطري صاحب الياقوت النفيس والحبيب الحسن بن اسماعيل الحامد وغيرهم من علماء تريم ونواحيها.

وقرأ على عدد من أقرانه في السن ممن سبقوه إلى الطلب من أمثال الشيخ سعيد بُكّيٌر مفتي تريم من بعد الشيخ الخطيب والحبيب محمد بن سالم بن حفيظ والشيخ عمر الحداد والحبيب محمد بن أحمد الشاطري وغيرهم من علماء تريم.

كما حضر قراءة البخاري ومسلم وتفسير البغوي على شيخ الرباط، وكان أقرانه يشهدون له بالجد والاجتهاد في الطلب مع حسن السمت وقوة الإقبال على العبادة.
وبعد أن تخرّج من رباط تريم ونال الإجازة من أشياخه فيه أخذ الإجازة عن كبار علماء سيئون أمثال الحبيب العارف بالله أحمد بن عبد الرحمن السقاف والحبيب محمد بن علي الحبشي والحبيب محمد بن هادي السقاف وغيرهم.

ورجع إلى بلدته حُريضة فعكف على تدريس طلبة العلم في مدرسة حُريضة وعمل على نشر الدعوة مع مواصلة القراءة على والده وكبار علماء البلدة أمثال الحبيب محمد بن علوي الزبيدي العطاس وغيرهم، حيث قرأ عليهم في علوم الحديث والفقه والتفسير والتصوف واللغة.
وتردد على وادي دوعن فأخذ عن مشايخ الوادي أمثال الحبيب العارف مصطفى بن أحمد المحضار وشيخ رباط قيدون الحبيب عبد الله بن طاهر الحداد والحبيب العالم التاجر الناسك حامد بن علوي البار والشيخ عبد الله بن صالح العمودي ثم تولى الإمامة في مسجد جده الإمام أبي بكر العطاس بعد وفاة والده وقام على خدمة المسجد خدمة حسية بتطوير وقفه وترميم خدماته، وخدمة معنوية بالإمامة والتدريس.

اشتهر بين أهل حُريضة والقبائل الساكنة في الوديان المحيطة بها بالعلم والورع والتقوى والزهد في الدنيا وحسن الخُلق ولطيف المعشر فكان مرجعا لهم في الفتوى وإصلاح ذات البين، وعُرضت عليه الدنيا فأعرض عنها واكتفى منها بالبلاغ فسكن في بيت بسيط من اللبن “الطين” واستمر على هذه الحالة المرضية حتى لقي الله تعالى بالأمس الثامن من محرم لعام ١٤٣٥ الموافق ٢٠١٣.

يذكر أهله أنه لم يترك قيام الليل منذ ما يزيد على الخمسين سنة.

زرته رحمه الله قبل وفاته بثلاثة أيام وهو مستلقٍ على الفراش يذكر الله تعالى، فرحب أيّما ترحيب وكانت وصاياه مُشعرة بدنو الأجل، ومن أكثر ما أكّد عليه الاعتناء بالدعوة إلى الله والرحمة بالخلق مقبلهم ومعرضهم، وخفض الجناح، وحسن الظن بالله تعالى.
وكان شيخنا رحمه الله يكثر من الدعاء للمسلمين بنبرة مشفقة تنضح بالرحمة، كما كان يذكر أشياخه الذين تلقى عنهم العلم بتشوّق وحنين.

رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وألحقنا بهم صالحين غير خزايا ولا مفتونين ولا مُبدّلين، وأخلفه على الأمة بالخلف الصالح، وحفظ من بقي من الأشياخ الصالحين.

اللهم أيقظ الأمة من غفلتها عن مُصابها في كبارها.
آه من فقد الكبار.. وأواه من غفلتنا عن مصابنا في فقدهم.

استفدت في بعض معلومات النبذة من ترجمة مختصرة كتبها تلميذه السيد محمد بن أحمد بن أبكر الأهدل وعرضها عليه. قبل وفاته الله يطول لنا عمرشيخنا وامام وخطيب جامع الشيخ عبدالقادر الجيلاني بحريضه ومتولي مكتبة الانوار للحبيب صالح بن حسن الفقه العطاس بحريضه سيدي وشيخي محمد أحمد ابكر الاهدل

1 Comment

  1. عبدالرحمن صالح بن حسن الفقيه العطاس says:

    جزاك الله كل خير
    من قام بالنشر والجمع المعلومه عن الحبيب العلامه علي بن محمدبن طالب العطاس الله يغفرله ويرحمه ويسكنه فسيح جناته

Comments are closed.